مقامة
القاع والباع
******************
حدثنا
ذا القاع والباع ، المرجوف حتى النُّخاع ، أن الفارسَ الهزَّاع
قد أتي
على الأخضرِ وتجاوز اليابس ، خال نفسه في معمعة
الغبراءَ
وداحس ، صحَّر الحدائقَ ، أجهز على الثُّرات والنفائس ،
دخلها
على حين غفلة ، أهلُها بين وسنانٍٍ وناعس ، أتاها وهو لجُبَّة
الدين
لابس ، ولما تراءت له من القوم الهواجس ، قام فيهم خطيبا
أني
قد جئتكم وأنا يائس ، لا شيئ لدي سوى المكر والدسائس ،
لدي
ختمٌٌ وَتوكيل ، أسوغُُ فحْواهُ حسب التنزيل ، لايروقني البكاء
والعويل
،لدي باع طويل ، في المسخ والتحويل ، حدائقكم عليها أميل ،
هدماوتدميرا
بالمعاويل ، أقص الشوارع ،لاحجة لدي ولادليل ، أنا
الشرحُ
أنآالتفصيل ، لا أُُجيزُُ في حقِّي التأويل ، أنا الإمام ُُ ، أنا الهُُمام ،
أنا
الوحيُُُ والإلْهام ، أنا الخيرُ المُنَوَّن ، أنا من يتلوَّّن ، أنا الوعضُ
أنا
الإرشاد ، أنا الرصاص والزناد ، هُنا لديَّ جبريلٌ يلازمني ،
يدافع
عني ويعصمني ، طويلٌ عريض يرافقني ، أنا ربكم هناك ، داخل القُبَّة ، تحتها أنزعُ الجُُبَّة
، وأرتدي القناع ، جاهزٌ للدفاع ، عن مصالحي
وحزبي بالطبع ، سأسامحكم لأنكم أسأتم الإختيار ، بعد أن أبهرتُكم بالشعار ، وجدتكم
ألْين وأقرب
للإستحمار
، فالتغيير تتحكم فيه إرادة الأقدار ، أنا اليوم يكفيني الإستوزار.
المريني
ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق